سُئل علي عن معنى قوله تعالى : ورتل القرآن ترتيلاً فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. التجويد والقراءات شرف هذان العلمان بما تعلقا به وهو القرآن الكريم، بل يتعلقان بلفظ القرآن الكريم الذي نتعبد الله بتلاوته، وكثيراً مايلتبس الفرق بين هذين العلمين هل هما واحد أم عِلمان مختلفان ؟! ولكي نعرف الفرق بينهما لابد من معرفة اصطلاح هذين العلمين ومايدوران حوله. فأما التجويد: فهو لغةً : من التحسين ، والغاية في الإتقان وبلوغ النهاية في تحسينه. واصطلاحاً : إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها مراتبها ، ورد الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله وإلحاقه بنظيره وشكله ، وإشباع لفظه، وتمكين النطق به على حال هيئته وبنيته، من غير إسراف ولاتعسف ولا إفراط ولاتكلف. أو هو بتعريف مختصر: إخراج كل حرف من مخرجه وإعطاؤه حقه ومستحقه. فحقه: صفاته اللازمة له كالجهر والشدة والاستفال ونحوها، ومستحقه : صفاته العارضة التي تعرض له في أحوال وتنفك عنه في أحوال ، كالترقيق والتفخيم والإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء ونحوه. وهو كما قال قال ابن الجوزي: حلية التلاوة وزينة القراءة. وهو مستمد من قراءة رسول الله ثم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى أن وصل إلينا بالتواتر . والقراءات :جمع قراءة. وعرّفه ابن الجزري فقال:هو العلم الذي يُعنى بكيفية أداء كلمات القرآن الكريم ، واختلافها معزواً إلى ناقلها. واستمدادها من النقول الصحيحة المتواترة عن علماء القراءات الموصولة إلى رسول الله . سنجد من خلال التعريف أن التجويد يختص بالأداء الصوتي بالحرف وأحوال الحروف فهو كالأصول. وهو لازم في القراءة على الأصح ، فابن مسعود الذي قال عنه النبي صلي الله عليه وسلم : من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد . فقد كان ابن مسعود يُقرئ رجلاً القرآن ، فقرأ الرجل : إنما الصدقات للفقراء والمساكين مرسلة، فقال ابن مسعود : ما هكذا أقرأنيها النبي ، فقال: وكيف أقرأكها ؟ ، فقال: أقرأنيها : إنما الصدقات للفقرآء والمساكين فمدها ! فهو أنكر القراءة الأولى مما يدل على أنه لازم في القراءة فهو فرض كفاية في تعلمه وفرض عين في العمل به. أما القراءات تختص في الغالب بفرش الكلمات وألفاظها واختلافاتها بين القُراء، ولابد لمن يريد أن يدرس القراءات أن يتعلم التجويد أولاً، فقد ذكر ابن الجزري أنه يشترط لجامعي القراءات أربعة شروط هي: رعاية الوقف ، والابتداء ، وحسن الأداء، وعدم التركيب. ويمكن أن نقول أن علم التجويد جزء من علم القرآءات ، فحتى قواعد التجويد نجد بعضها فيها اختلافات بين القرآء ، في المد والقصر، و مقدار المد، والحروف المرققة ، وكذلك في الإمالات فهي مختلفة عند القراء ، وحتى في الإدغام والإظهار فقد يدغم راوٍ أو اثنين ويظهر الباقي مثل الإدغام الكبير بين متحركين هو أكثر مايكون عند أبو عمرو البصري ،فهناك أبواب ومباحث عدة مشتركة تُدرس في علم التجويد وتُدرس في علم القراءات باختلاف القُراء فيها. فيكون إذن الأصل في علم القراءات معرفة اختلافات الأئمة في نظم القرآن في نفس حروفه أو صفاتها ، ومايذكر فيها من أحوال الحروف فهو تتميم ، وأما علم التجويد فالأصل فيه دراسة ماهية الحروف وأحوالها ، ومايذكر فيها من خلاف في شيء من ذلك فهو تتمييم .
المصدر: موقع ملتقي أهل التفسير
Tajweed4all 2022 - كل الحقوق محفوظة
Powered by Bakka Soft